ابن الهيثم
ابن الهيثم (354هـ/965م ـ 430هـ/1038م)، هو أبو علي محمد بن الحسن بن الحسين البصري.
ولد في مدينة البصرة بجنوب العراق سنة 354هـ/965م على الأرجح، وأخذ علومه الأولى في مجالس شيوخها.
وقد انتقل إلى مصر حيث أقام في القاهرة حتى وفاته. وذكرته معظم المصادر باسم الحسن بن الهيثم شيخ البصرة ومهندسها، كما عرف في أوروبا بلفظ "Al Hazen".
وابن الهيثم عالم موسوعي برز في علوم البصريات والفيزياء والهندسة وعلم الأعداد والحساب والفلك والفلسفة والمنطق والطب، وله مصنفات في كل هذه العلوم.
وصفه ابن أبي أصيبعة في كتابه عيون الأنباء في طبقات الأطباء بقوله "كان ابن الهيثم فاضل النفس، قوي الذكاء، متفننا في العلوم، لم يماثله أحد من أهل زمانه في العلم الرياضي، ولا يقرب منه، وكان دائم الاشتغال، كثير التصنيف، وافر التزهد".
أحب ابن الهيثم الترحال والسفر طلبا للاستزادة من العلم والتزود بأخبار العلم والعلماء، فزار بلاد فارس والأهواز والشام ومصر. وقد درس الطب في دمشق على مشاهير العلماء، من أمثال مهذب الدين الدخوار، قبل أن يرتحل إلى مصر.
وقد ألف ابن الهيثم في البصريات ما يقرب من أربعة وعشرين موضوعًا ما بين كتاب ورسالة ومقالة، غير أن أكثر هذه الكتب قد فُقدت فيما فقد من تراثنا العلمي، وما بقي منها فقد ضمته مكتبات إستانبول ولندن وغيرهما، وقد سلم من الضياع كتابه العظيم “المناظر” الذي احتوى على نظريات مبتكرة في علم الضوء، وظل المرجع الرئيسي لهذا العلم حتى القرن السابع عشر الميلادي بعد ترجمته إلى اللاتينية.
والحسن بن الهيثم هو أول مَن بَيَّنَ خطأ نظرية إقليدس وغيره في أن شعاع الضوء ينبعث من العين ويقع على المبصَر، وقرر عكس هذه النظرية، في أن شعاع الضوء يخرج من الشيء المبصر ويقع على العين، واستدل بالتجربة والمشاهدة على أن امتداد شعاع الضوء يكون على خط مستقيم.
وعرف ابن الهيثم الأجسام الشفافة، وهي التي ينفذ منها الضوء ويدرك البصر ما وراءها كالهواء والماء، وبيّن أن الضوء إذا نفذ من وسط شفاف إلى آخر شفاف انعطف عن استقامته.

No comments:
Post a Comment